فصل: (سورة الحشر: آية 1)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



{وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ} عطف على ما تقدم مماثل له في إعرابه.
{وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} عطف أيضا وقوله: {ليولّنّ} اللام جواب القسم ويولّنّ فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون المحذوفة لتوالي الأمثال والواو المحذوفة لالتقاء الساكنين فاعل و{الأدبار} مفعول به و{ثم} حرف عطف و{لا} نافية {وينصرون} فعل مضارع معطوف على يولّنّ مرفوع مثله والضمائر عائدة على اليهود أو على المنافقين.
{لَأَنْتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِمْ مِنَ اللَّهِ} اللام لام الابتداء وأنتم مبتدأ و{أشد} خبر و{رهبة} تمييز وهو مصدر رهب المبني للمجهول هنا لأن المخاطبين مرهوب منهم لا راهبون فلا يرد السؤال كيف يستقيم التفضيل بأشدية الرهبة مع أنهم لا يرهبون من اللّه لأنهم لو رهبوا منه لتركوا الكفر والنفاق، و{في صدورهم} نعت لرهبة و{من اللّه} متعلقان برهبة.
{ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} {ذلك} مبتدأ وبأنهم خبر وأن واسمها و{قوم} خبرها وجملة {لا يفقهون} نعت لقوم.
{لا يُقاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ} {لا} نافية و{يقاتلونكم} فعل مضارع مرفوع وفاعل ومفعول به و{جميعا} حال أي مجتمعين و{إلا} أداة حصر و{في قرى} متعلقان بيقاتلونكم والضمير يعود لليهود و{محصنة} نعت لقرى و{أو} حرف عطف و{من وراء} عطف على {في قرى} و{جدر} مضاف إليه وهو جمع جدار وقرئ بالإفراد.
{بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى} الجملة مستأنفة لبيان حالهم أي أنهم في غاية القوة والشجاعة إذا حارب بعضهم بعضا ولكنهم إذا حاربوكم ضعفوا وجبنوا، و{بأسهم} مبتدأ و{بينهم} ظرف متعلق بشديد و{شديد} خبر وجملة {تحسبهم} استئنافية أيضا و{تحسبهم} فعل مضارع والفاعل مستتر تقديره وأنت والهاء مفعول به أول و{جميعا} مفعول به ثان والواو حالية {وقلوبهم} مبتدأ و{شتى} خبره والجملة حالية.
{ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ} تقدم إعراب نظيرتها قريبا.
{كَمَثَلِ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَرِيبًا ذاقُوا وَبالَ أَمْرِهِمْ} {كمثل} خبر لمبتدأ محذوف تقديره مثلهم و{الذين} مضاف إليه و{من قبلهم} صلة {الذين} و{قريبا} ظرف متعلق بالاستقرار المحذوف الذي تعلق به {من قبلهم} ولك أن تعلقه بذاقوا وعلقه الزمخشري بمضاف مقدّر في الخبر أي كوجود مثل أهل بدر قريبا أي مثل اليهود من بني النضير فيما وقع لهم من الإجلاء والذل والمهانة كمثل أهل مكة فيما وقع لهم أيضا يوم بدر من الهزيمة والأسر والقتل وليس قوله ببعيد، و{ذاقوا} فعل وفاعل و{وبال أمرهم} مفعول.
{وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ} الواو استئنافية و{لهم} خبر مقدّم وعذاب مبتدأ مؤخر و{عظيم} نعت أي في الآخرة.
{كَمَثَلِ الشَّيْطانِ إِذْ قال لِلْإِنْسانِ اكْفُرْ} {كمثل} خبر لمبتدأ محذوف أي مثل المنافقين في إغراء اليهود على القتال {كمثل الشيطان} و{إذ} ظرف لما مضى من الزمن متعلق بالاستقرار الذي تعلق به الخبر ولك أن تعلقه بمحذوف على أنه حال من مثل الشيطان كأنه بيان له وجملة قال في محل جر بإضافة الظرف إليها و{للإنسان} متعلقان بقال وجملة {اكفر} مقول القول.
{فَلَمَّا كَفَرَ قال إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} الفاء عاطفة على محذوف أي فكفر {فلما كفر}، ولما ظرفية حينية أو رابطة متضمنة معنى الشرط وجملة {كفر} في محل جر بإضافة الظرف إليها وجملة {قال} لا محل لها لأنها جواب شرط غير جازم وإن واسمها و{بريء} خبرها و{منك} متعلقان ببريء.
{إِنِّي أَخافُ اللَّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ} الجملة تعليل كاذب لبراءته منه وإلا فهو لا يخاف اللّه، وإن واسمها وجملة {أخاف اللّه} خبرها و{رب العالمين} بدل من {اللّه} أو نعت له.
{فَكانَ عاقِبَتَهُما أَنَّهُما فِي النَّارِ خالِدَيْنِ فِيها وَذلِكَ جَزاءُ الظَّالِمِينَ} الفاء عاطفة وكان فعل ماض ناقص و{عاقبتهما} خبرها المقدّم أي الغاوي والمغوى، وأن وما في حيّزها هو الخبر وأن واسمها و{في النار} خبرها {خالدين} حال و{فيها} متعلقان بخالدين والواو استئنافية و{ذلك} مبتدأ والإشارة إلى العذاب و{جزاء الظالمين} خبر ذلك.

.[سورة الحشر: الآيات 18- 24]

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (18) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (19) لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنا هذَا القرآن عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السلام الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24)}

.الإعراب:

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ} كلام مستأنف مسوق لمخاطبة المؤمنين وإسداء الموعظة لهم، و{اتقوا} فعل أمر مبني على حذف النون والواو فاعل و{اللّه} مفعوله والواو حرف عطف واللام لام الأمر وتنظر فعل مضارع مجزوم بلام الأمر ونفس فاعل و{ما} مفعول تنظر وجملة {قدّمت} صلة {ما} والعائد محذوف أي قدّمته و{لغد} متعلقان بقدّمت وأطلق الغد على يوم القيامة تقريبا له وسيأتي مزيد بحث عن معنى الغد في باب البلاغة.
{وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ} كرر الأمر بالتقوى تأكيدا له، وجملة {إن اللّه خبير بما تعملون} تعليل للأمر بالتقوى وإن واسمها وخبرها.
{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ} الواو عاطفة و{لا} ناهية و{تكونوا} فعل مضارع ناقص مجزوم بلا والواو واسمها و{كالذين} خبرها وجملة {نسوا اللّه} صلة الموصول، {فأنساهم} الفاء عاطفة وأنساهم فعل وفاعل مستتر ومفعول به أول و{أنفسهم} مفعول به ثان.
{أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ} {أولئك} مبتدأ و{هم} ضمير فصل أو مبتدأ ثان و{الفاسقون} خبر {أولئك} أو خبرهم والجملة خبر {أولئك}.
{لا يَسْتَوِي أَصْحابُ النَّارِ وَأَصْحابُ الْجَنَّةِ} {لا} نافية و{يستوي} فعل مضارع مرفوع و{أصحاب النار} فاعل {وأصحاب الجنة} عطف على {أصحاب النار}.
{أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمُ الْفائِزُونَ} كلام مستأنف مسوق لبيان كيفية عدم الاستواء و{أصحاب الجنة} مبتدأ و{هم} ضمير فصل أو مبتدأ ثان و{الفائزون} خبر على كل حال وقد تقدم نظيره تقريبا.
{لَوْ أَنْزَلْنا هذَا القرآن عَلى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} كلام مستأنف مسوق للتشبيه و{لو} شرطية و{أنزلنا} فعل وفاعل و{هذا} مفعول به و{القرآن} بدل و{على جبل} متعلقان بأنزلنا واللام رابطة لجواب لو ورأيته فعل وفاعل ومفعول به و{خاشعا} مفعول ثان أو حال لأن الرؤية تحتمل القلبية والبصرية و{متصدعا} حال ثانية أو نعت لخاشعا و{من خشية اللّه} متعلقان بمتصدعا.
{وَتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} الواو استئنافية و{تلك} مبتدأ و{الأمثال} بدل وجملة {نضربها} خبر و{للناس} متعلقان بنضربها ولعل واسمها وجملة {يتفكرون} خبرها.
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَ} {هو} مبتدأ و{اللّه} خبر أول و{الذي} نعت وجملة {لا إله إلا هو} صلة وقد تقدم إعراب كلمة الشهادة مفصّلا في البقرة فجدّد به عهدا.
{عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السلام الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} أخبار متعددة للّه وقد تقدمت أسماء اللّه الحسنى.
{سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ} {سبحان} مفعول مطلق لفعل محذوف و{عمّا} متعلقان بسبحان وجملة {يشركون} صلة.
{هُوَ اللَّهُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْمُصَوِّرُ} {هو} مبتدأ وما بعده من الأسماء الحسنى أخبار.
{لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى} {له} خبر مقدم و{الأسماء} مبتدأ مؤخر و{الحسنى} نعت و{الحسنى} مؤنث الأحسن الذي هو اسم تفضيل لا مؤنث أحسن المقابل لامرأة حسناء، وفي القاموس: ولا تقل رجل أحسن في مقابل امرأة حسنا وعكسه غلام أمرد ولا تقل جارية مرداء وإنما يقول هو الأحسن على إرادة أفعل التفضيل وجمعه أحاسن والحسنى بالضم ضد السوءى.
{يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} تقدم في أول السورة.

.البلاغة:

في قوله: {ولتنظر نفس ما قدّمت لغد} تنكير النفس والغد، أما تنكير النفس فاستقلال للأنفس النواظر فيما قدّمن للآخرة، وأما تنكير الغد فلتعظيمه وإبهام أمره كأن قيل لغد لا يعرف كنهه لعظمه. اهـ.

.قال أبو البقاء العكبري:

سورة الحشر:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قوله تعالى: {مانعتهم} هو خبر أن، و{حصونهم} مرفوع به، وقيل هو خبر مقدم.
قوله تعالى: {يخربون} يجوز أن يكون حالا، وأن يكون تفسيرا للرعب، فلا يكون له موضع.
واللينة عينها واو، لأنها من اللون قلبت لسكونها وانكسار ما قبلها.
قوله تعالى: {من خيل} من زائدة.
والدولة بالضم في المال، وبالفتح في النصرة، وقيل هما لغتان.
قوله تعالى: {للفقراء} قيل هو بدل من قوله تعالى: {لذي القربى} وما بعده، وقيل التقدير: اعجبوا، و{يبتغون} حال {والذين تبوءوا} قيل هو معطوف على المهاجرين، فيحبون على هذا حال، وقيل هو مبتدأ، ويحبون الخبر.
قوله تعالى: {والإيمان} قيل المعنى: وأخلصوا الإيمان وقيل التقدير: ودار الإيمان، وقيل المعنى: تبوءوا الإيمان: أي جعلوه ملجأ لهم.
قوله تعالى: {حاجة} أي مس حاجة.
قوله تعالى: {لا ينصرونهم} لما كان الشرط ماضيا جاز ترك جزم الجواب والجدار واحد في معنى الجمع، وقد قرئ {من وراء جدر} وجدور على الجمع.
قوله تعالى: {كمثل} أي مثلهم كمثل، و{قريبا} أي استقروا من قبلهم زمنا قريبا، أو ذاقوا وبال أمرهم قريبا: أي عن قريب.
قوله تعالى: {فكان عاقبتهما} يقرأ بالنصب على الخبر، و{أنهما في النار} الاسم، ويقرأ بالعكس، و{خالدين} حال، وحسن لما كرر اللفظ، ويقرأ {خالدان} على أنه خبر أن.
قوله تعالى: {المصور} بكسر الواو ورفع الراء على أنه صفة، وبفتحها على أنه مفعول البارئ عز وجل، وبالجر على التشبيه بالحسن الوجه على الإضافة، والله أعلم. اهـ.

.قال حميدان دعاس:

سورة الحشر:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

.[سورة الحشر: آية 1]

{سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (1)}
{سَبَّحَ} ماض {لِلَّهِ} متعلقان به {ما} فاعل {فِي السَّماواتِ} متعلقان بمحذوف صلة الموصول {وَما فِي الْأَرْضِ} معطوف على ما قبله والجملة ابتدائية لا محل لها {وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} مبتدأ وخبراه والجملة حالية.